قوشان – إن العمارة تعني بشكل أساسي المواد التي تتشكل منها في ما نشاهده في نهاية الأمر, و هذا ما يجعلنا نؤكد على أهمية الاعتناء بما نراه لأنه هو الذي يُشكّل إنطباعنا عن أي مبنى, فمواد البناء تصنع البيئة من حولنا, و تُحدد لنا بشكل كبير ما هو جميل.
و الألمنيوم كمادة تدخل في تركيبة الشكل الخارجي للعمارة, فَتَحت أفاقاً كبيرة في تقديم العمارة الفائقة التقنية, كما أنها ساهمت في إحداث ما يُمكن أن نسميه “سيولة الشكل المعماري”, فالألمنيوم رغم صلابته إلا أنه سهل التشكيل.
خواص الألمنيوم:
يُعتبر الألمنيوم من أخف مواد البناء وزناً مقارنة بالحجم, فكثافته التي تبلغ 2,70 تعادل ثُلث كثافة الحديد و النحاس. و له خواص أخرى هامة منها: مقاومته العالية للصدأ, مقاومته الجيدة للحريق بفعل عدم اشتعاله, فالألمنيوم لا يذوب إلا عند درجة 660, كما أن لديه مقاومة فائقة للتآكل و لذلك فهو يُعتبر من المواد المعمرة .
الألمنيوم كمادة بناء:
يُستخدم الألمنيوم في الكثير من المنتجات الصناعية و في البناء بشكل خاص على هيئة أعمدة و كمرات و إطارات شبابيك و قواطع و أسقف خارجية و تغليف الهياكل الإنشائية.
إن خواصه المتعددة قد مكّنت المصممين من استخدامه بسهولة, و الواضح هنا إن استخدامات الألمنيوم واسعة تبدأ من التفاصيل البسيطة التي اعتدنا عليها كإطارات النوافذ, إلى إتاحة مساحات كبيرة للمعماريين كي يُبحروا في عالم الشكل الذي يوفره الألمنيوم.
الألمنيوم و عمارة التقنية العالية:
استخدام الألمنيوم في تغطية الأسقف و يتّسم نظام التغطية بالخفة, حيث يُستخدم وصلات حديدية رفيعة و كابلات لتقوية و تغطية الألمنيوم, و يتم رفع التغطية على كمرات حديدية حُمِّلت على جدران خرسانية لتكوين إشعاعي يتبع تقسيم المسقط, و تُغطى الجدران بألواح من الألمنيوم.
تظهر تقنية الألمنيوم كتقنية تُحدد مستقبل العمارة, فمميزاته الكثيرة و التي من أهمها صلابته و استدامته, و إعادة استخدامه لمرات عديدة, و سهولة فكه و تركيبه, ستجعله فعلاً مُحدداً لمستقبل العمارة و ليس فقط في تركيباتها البصرية التي يُسهم في تشكيلها بعمق, بل و حتى في تركيب الفضاءات الداخلية “الخفيفة” و هو يعني عمارة جديدة.
